• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

بافل بافلوفيتش وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول "الكلالة"

د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/12/2015 ميلادي - 1/3/1437 هجري

الزيارات: 6504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بافل بافلوفيتش وعبدالرحمن أبو المجد

في حوار حول "الكلالة"

 

لدينا فرصةٌ جديدة للتفكير حول كلمة "الكلالة" في القرآن؛ في هذا الحوار بيني وبين البروفيسور بافل بافلوفيتش، يدور الحديث عن دراسته لكلمة "الكلالة" التي وردَت في الآيتَين التاليتين:

قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [النساء: 12].

 

وقال تعالى: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النساء: 176].

 

يُقال بأن هناك صعوبة في فهم معنى "الكلالة" في الآية الأولى، وفي الآية الأخيرة؛ حيث تُعرَف "الكلالة" بأنها واضحة شيئًا ما، وهي أن يموت الرجل ولا يوجد له ابن يرثه.

 

في كتابه "تشكيل التفاهم الإسلامي حول "الكلالة" في القرن الثاني الهجري بين القرآن والشريعة" الذي نُشر مؤخرًا في كتاب من قِبَل بريل للنشر الأكاديمي - قام بافل بافلوفيتش بعرض التحليلات المستفيضة نحو 29 مجموعة من الأحاديث والآثار حول "الكلالة"؛ مما دفعه إلى استنتاجات هامة عن التاريخ المبكِّر لتفسير القرآن، والشريعة الإسلامية.

 

بافل بافلوفيتش:

♦ البروفيسور بافل بافلوفيتش أستاذ ورئيس قسم الدراسات العربية والسامية في جامعة صوفيا (القديس كليمنت الأوخريدي) في صوفيا، عاصمة بلغاريا.

 

♦ مجالات الاهتمام الأكاديمي: التاريخ العربي والإسلامي، بين القرن الخامس والقرن العاشر، والشريعة الإسلامية والفقه منذ بداية الإسلام، وأصالة التقاليد في صدر الإسلام، ومنهجية الحديث وتاريخه، وإعادة التقاليد القانونية والتاريخية.

 

♦ في "تشكيل التفاهم الإسلامي حول "الكلالة" في القرن الثاني الهجري (718 - 816 م)" درَس بافل بافلوفيتش 29 مجموعة من التقاليد: (الحديث) والآثار عن معنى المفردات والمصطلَحات حول "الكلالة" اللفظة القرآنية المذكورة في آيتين من سورة النساء؛ كانت "الكلالة" كميراث غائبةً في معجم العرب خلال العصر الجاهلي والفترات المبكرة للإسلام فترة ما قبل الهجرة، وجذبت انتباه المفسِّرين في أواخر القرن الأول الهجري بسبب تأثير الميراث على مجال الشريعة الإسلاميَّة (علم الفرائض).

 

س: أولًا وقبل كلِّ شيء أشكرك على إجراء هذا الحوار لشبكة الألوكة، ثم أستفسر عما حثَّك على أن تأخذ مسارَك في الدراسات القرآنية؟ ولماذا أصبحت مهتمًّا بـ"الكلالة"؟

♦ بافل بافلوفيتش: بالنسبة لي القرآن له أهمية مزدوجة؛ بوصفه الوثيقة التأسيسيَّة والأداة المعرفيَّة، وقبل كل شيء فإن القرآن له أهمية قصوى؛ لتحديد الهُوية الذاتية للمجتمع الإسلامي كدستور سماوي، وحول القبائل العربية المتنافرة جغرافيًّا وغير المتماسكة اجتماعيًّا قبل الإسلام إلى مجتمعٍ متوحِّد لا يتجزَّأ من المؤمنين، وإنه جلَبهم إلى الواجهة من الأحداث التاريخيَّة التي أعادت تشكيلَ المشهد السياسي والثقافي للعالم القديم، وفي القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، أعطى القرآنُ زخمًا لتطوير العلوم الإسلامية، وقبل كل شيء التفسير، والفقه، وهذا ما يقودُنا إلى الجانب المعرفيِّ من القرآن، بل إننا لنجد في القرآن الدليلَ على التاريخ المبكِّر للفقه والتفسير، ودراسته قد تحمل رؤًى في المسار التاريخي لما اتَّبعه مجتمع المؤمنين وتفاعلهم مع المجتمعات المحلية في وقت متأخر من القرن الأول الهجري - السابع الميلادي؛ وبالتالي: عندما تتعامل مع كل واحد تقريبًا من جوانب التاريخ في وقت مبكر للإسلام - فالمرء يأتي لا محالة إلى القرآن، وخارج الروايات القرآنية، مثل التقاليد الإسلامية (الحديث) والتفسير والتعامل مع هذه المصادر يشكل تحدِّيًا منهجيًّا كبيرًا، كيف لنا أن نقترب من هذا المخزون الكبير بالأدلة الأدبيَّة التي بدأ يتمُّ تسجيلها بشكل منتظم أكثر من قرن بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في 11هـ/ 632م انتهجت دراستي حول "الكلالة" في القرآن والحديث.

 

لذلك فهناك أهداف متعددة وتهدف إلى تحديد منهجيَّةٍ متماسكة تعود للحديث النبوي، ومراجعة أقرب صيغها، واستكشف الفقه والتفسير، وأنها تسعى إلى إلقاء الضوء على المنظور الإسلامي من خلال القرآن؛ لأنها تعكس تطورات حدثت في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجريَّين.

 

س: أتساءل عما إذا كان معروفًا معنى "الكلالة" في الجاهلية وبداية الإسلام؟

♦ بافل بافلوفيتش: هذا سؤال مثير للاهتمام.

يتوقع المرءُ أن متلقِّيَ الرسالة القرآنية من شأنه أن يَعرف معنى الوَحْدة المعجميَّة الهامة التي هي موجودة في اثتنين من آيات القرآن، تعالج قانون الميراث (سورة النساء؛ الآية 12، والآية 176)، لا يبدو أن الحال كان كذلك، ولكن في الدراسات الغربية السابقة عن "الكلالة"، والتي قام بها ديفيد باورز وأغوستينو سيلاردو تمكنوا من العثور على ستة شواهد من "الكلالة" في الشواهد الشعرية الركيكة في الوقت المُبكِّر في الظاهر، وأثناء دراستي لهذه الشواهد وجدت أن ما تشير إليه لا يُؤهِّل اعتباره دليلًا على أن "الكلالة" كانت معروفةً في تضاريسِ اللغة في القرن الأول الهجري – السابع الميلادي، وهذا ما ظهر في الغالب في تفسير هذه الآيات حول "الكلالة" في تفسير القرآن، واحد منهم لم يتعامل مع "الكلالة" على الإطلاق، وبصرف النظر عن معناها في القرآن، والمصادر الداخلية لا تتضمَّن أي مؤشرات إيجابيَّة على أن العرب في الجاهليَّة وصَدْر الإسلام استخدموا "الكلالة" ككلمة للإشارة إلى مجموعة من قواعد الميراث، أو إلى عَلاقة قرابة محدَّدة، أو إلى أي شيء آخر بالنسبة لهذه المسألة.

 

س: وماذا عن تعريف "الكلالة"؟ وكيف اختلف فهمُ معناها؟

♦ بافل بافلوفيتش: أي مُستعرِب يلقي نظرة على الآية 12 من سورة النساء يتعرف فورًا إلى التحدي الهائل في أن هذه الآية تطرح فهم "الكلالة"، ومعنى الكلمة يعتمدُ على تفاعل العديد من العوامل النَّحْوية التي يَصعُبُ تحديدُها على عدد كبير من القراء غير المتخصصين.

 

على أي حال، فإن الطريقة الوحيدة لجعل معنى "الكلالة" واضحًا - كما هو عليه الحال في الآية 12 من سورة النساء، دون اللجوء إلى سرد خارجي - هو قراءة الفعل يُورث كلالة في التعبير عن "الكلالة" في صيغة المبنيِّ للمعلوم، وهذا هو معنى ﴿ يُورَثُ كَلَالَةً ﴾ [النساء: 12] yūrithu kalālatan، وفي هذه الحالة التي تمَّ تحديدها، بالمناسبة، كانت القراءة الفقهيَّة المُفسِّرة في وقت مبكر تعودُ إلى الحسَنِ البصري (ت. 110هـ/ 728م)؛ فإن "الكلالة" يعني: "الشخص الذي يتم تعيينُه وريثًا"؛ أي: الوصية كوريث، وعلى الرغم من ذلك فإن قراءة الحسن البصري لم تُعتمَد كقراءةٍ من قِبَل الفقهاء والمفسرين في وقت لاحق.

 

س: ما هي القراءة التي تفضلونها للآية؟

♦ بافل بافلوفيتش: هم يُفضلون قراءة ﴿ يُورَثُ كَلَالَةً ﴾ [النساء: 12] yūrathu kalālatan في التعبير بصيغة المبنيِّ للمجهول (نفس رواية حفص عن عاصم)، في هذه الحالة فإن سياق الآية 12 من سورة النساء غيرُ كافٍ وحده لفَهم المعنى الكلي للكلالة؛ قصده: (لذلك نزلَت الآية من سورة النساء 176 لتوضِّح جانبًا آخر من "الكلالة").

 

س: أتساءل ممَّ تستمد "الكلالة"؟

♦ بافل بافلوفيتش: الفقهاء في وقت مبكرٍ والمفسرون يرَون أن معنى "الكلالة" يُستمد من سياق الآية 176 من سورة النساء، ويشمل التعبير ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ ﴾ [النساء: 176] yastaftūna - ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 176]، وخلافًا للآية 12من نفس السورة، وهنا لدينا - على ما يبدو - تعريف إيجابي عن "الكلالة": رجل مات ولم يترك أيَّ طفل، ولهذا السبب في أواخر القرن الأول أنشأ المفسرون المسلمون وصلة تأويليَّة؛ تجمع بين المعنيين في الآيتين الآية 12 والآية 176، تعريفُ معنى "الكلالة" في الآية السابقة قياسًا على معناه في الآية الأخيرة، وهذا الربط يَنطوي على تعقيدات دلالية وقانونية.

 

لأول مرة هو مرجع معين من التشبيه في الآية 12؛ هذه الآية تتضمن التعبير في ﴿ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً ﴾ [النساء: 12] rajulun yūrathu kalālatan؛ قياسًا على الآية 176 يبدو أن "الكلالة" حالة هذا الشخص الذي يموت دون أن يَرِثه ابنٌ، ولكن في هذه الحالة فإن الآية 12 تستحوذ على الشكل التالي: ﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ﴾ [النساء: 12] الأمر الذي يوحي بأن لدينا بالفعل نوعين مختلفَيْنِ من "الكلالة".

 

ثانيًا: قواعد الميراث في الآية 12 والآية 176 تختلف، وهكذا على سبيل المثال في نطاق الآية 12، الإخوة والأخوات يرثُ حصة متساوية من التركة، التي مع ذلك قد لا تتجاوز الثلث، وعلى النقيض من ذلك في الآية 176 الإخوة ترثُ ضعفَيِ الأخوات، وفي ظل عدم وجود أخت الأخ يَرث التَّرِكةَ كاملة.

 

يجب علينا أيضًا أن نلاحظ أن هناك مشكلة في فَهم الآية نفسِها؛ فهي تتحدث عن "الكلالة" بأن رجلًا يموت لم يترك أي طفل، ولكن الغريب أنه لا يقول شيئًا عن الأب الذي يتقاسمه حاليًّا مع الطفل العلاقةُ المباشرة للمتوفَّى ذاتُها؛ ولهذا ينبغي أن يُدرَج الأب في الفهم القانوني للكلالة؛ قياسًا على الطفل، أو يُمكِن للمرء أن ينضمَّ إلى التعبير القرآني حرفيًّا.

 

كل هذه القضايا انطلقت كسلسلة في التفسير ونزاعات قانونية خلال القرن الثاني الهجري، وشارك فيها علماءٌ بارزون؛ كإسرائيل بن يونس، وسفيان بن عُيَيْنة، وعبدالرازق الصنعاني على سبيل المثال لا الحصر، وبحُلول نهاية هذا القرن كان الفقهاءُ والمفسرون اتفقوا على أن "الكلالة" تعني إما:

1- المُتوفَّى الذي لا يوجد لديه طفل ولا أم غير وارثة، أو له أقرباء غير مباشرين...

 

2- الأقاربَ الضامنين الذين يرثون من المتوفَّى الذي يموت دون أن يكون لديه طفل وأم؛ (الكوفيون)، وقد تم التوصل إلى توافق في الآراء القانونية والتفسيريَّة على أنه بين ما يحدث من الإخوة، وبالرجوع إلى الآيتين 12 و 176 يتبين أن هناك فئتين مختلفتين من الأشقاء الآية 12 تعالج ميراث الإخوة ذوي القربى، في حين أن الآية 176 من سورة النساء تعالج ميراثَ الرَّحم (الأشقاء) وَثِيقي الصلةِ بالمُتوفَّى، وتساهم دراستي في إعادة ازدهار أقربِ تعريفات "الكلالة" وتاريخها والتوزيع الإقليمي والخلافات الفقهية المصاحبة.

 

س: أنت تتحدَّث عن "الكلالة" في القرن الثاني الهجري، ولكن ماذا عن "الكلالة" في القرن الأول؟ وكيف تُفسِّر أن "الكلالة" لم تجذب انتباه المفسرين بالفعل في صدر الإسلام؟

♦ بافل بافلوفيتش: أظهرت دراستي أن الفقيه الكوفي الشهير إبراهيم النخَعي كان من بين أولِ من عالج قضية "الكلالة" (ت 96هـ/ 715م)، وأعرب النخعي أنه ارتبك في فهم المعنى، وبهذا القولِ لم تصبح "الكلالة" محلَّ اهتمام المفسرين إلا في العِقْدين الأخيرين من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، والسبب في هذا الاهتمام المتأخر بالكلمة صعوبة تفسيرها، أتشجَّع لأقول: بأن الطريقة أن ينظر إلى المجتمع الإسلامي منذ نشأته المبكرة من خلال القرآن، في رأيي أن القرآن في القرن الأول الهجري كان يُستخدَم من قِبل الجميع للقراءة وإقامة الطقوس، وتحول تدريجيًّا إلى مصدر متكامل للقواعد القانونيَّة؛ وذلك فقط في نهاية القرن، وأثار هذا التحولُ زيادةَ الاهتمام بالمصطلحات القرآنية القانونية، بما في ذلك كلمة "الكلالة".

 

ولكن يجب أن نكون في حالة تأهُّب لقيود منهجيَّات الدراسات الغربية الحاليَّة تجاه فترة صَدْر الإسلام، منهجيَّات قادرة بالكادِ لإلقاء الضوء على القرن الأول الإسلامي، وفي كتابي أراعي تطبيق أسلوبٍ ما، يُعرَف باسم "تحليل الإسناد" بوضعه في المتن، ولا تزال هذه الطريقة ذاتَ مصداقيَّة ما دمنا قادرين على إقامة صلة مشتركة من الأحاديث المسندة، وهذا أقربُ لوقت الإرسال الذي هو نقطة الْتِقاءٍ للعديد من خطوط نقل الإسناد (isnāds) والرابط المشترك، وطريقة تبدأ في فقدان المصداقيَّة إذا لم تكن سلسلة الإسناد متصلةً في وقت مبكر من الإسلام، ونحن مقيدون أن أقدم الروابط المشتركة وُجدت في بداية القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، ونحن عادةً ما يمكن أن نجعل الغزوات المتفرقة فقط في منطقة غير مستكشَفة دون مستوى الصلة المتسلسلة المشتركة، وهذا يعني: أنه لا يَزال القرن الأول/ الثامن معظمُه خارجَ متناوَلِ أيدينا؛ لهذا اقترحتُ في كتابي عدةَ معاييرَ قد تساعدنا على التغلب على هذا العائق على الأقل جزئيًّا، ومع ذلك فإن الأوساط الأكاديميَّة الغربية لم تتمكن بعدُ من وضع منهجية ثابتة ومقبولة على نطاق واسع لدراسة الإسلام في وقته المبكر.

 

س: الباحثون الغربيون؛ مثل: أغوستينو سيلاردو وديفيد باورز كتبوا حول "الكلالة" بحوثًا، وأريد أن أعرف ما قمتَ بإضافته؟

♦ بافل بافلوفيتش: ديفيد باورز رائدٌ في دراسة "الكلالة" في الدراسات الغربية، وقال: إنه نشر مقالًا عن هذا المصطلح في عام 1982 وفي عام 1986، درس "الكلالة" على نطاق واسع في دراسته الرئيسة التي كرسَّها حول الميراث في الشريعة الإسلامية، وفي عام 2010 قام بإعادة النظر في هذه المسألة في كتابه ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ﴾ [الأحزاب: 40]، وفي الوقت نفسه جذبَت "الكلالة" انتباه ياسين دوتون وكلود جيليه، وغيرهما.

 

افترض باورز أن "الكلالة" التي ورد ذكرها في الآية 12 من سورة النساء كانت في البداية كالًّا، وهذا يعني: زوجة الابن، (ديفيد باورز مستشرق يهودي معلون، تطاول على محمد صلى الله عليه وسلم، وهنا بافل يبين خطأ باورز)، وكان يهدف في أصل الآية ضد التوريث عن طريق شهادة من أقرب الأقارب لصالح زوجة الابن أو الزوجة، ولدعم فرضيَّته درس باورز مجموعة كبيرة من التقاليد التي وجدت في مجموعات الحديث في وقت مبكر، والأعمال التفسيرية والمعاجم، وفحص سيلاردو تقاليد "الكلالة" في سياقات مختلفة، وتعهَّد بتصنيفها وفقًا لجدول زمني، والأصل الإقليمي، والخلفية المذهبية.

 

وعلى الرغم من أن باورز وسيلاردو قاما بعمل هائل في تعزيز معرفتنا بـ"الكلالة" كسعيٍ أكاديمي - فإنَّ أعمالهما بها بعض أوجه القصور، فعلى سبيل المثال: فإنهما لم يستخدما مبادئَ منهجيَّة واضحةَ المعالم في تاريخ التقاليد حول "الكلالة"، كما أنهما لم يحاولا إعادةَ أقرب الصيغ من هذه التقاليد، وثَمَّة عيب آخر هو: أنهما لم يقوما بدراسة جميع التقاليد حول "الكلالة" التي قد تكون موجودة في مجموعات الأحاديث المنشورة في الوقت الحالي، ولم يبحثا عن "الكلالة" في التفسير والتأويل، والمعاجم، ومختصرات السيرة الذاتية والمصادر الأدبية الأخرى.

 

ولمعالجة هذه القضايا فتح عمَلي الذي أسس على منهجية دراسة التقاليد الإسلامية بالاستعانة باستخدام تقنية الكمبيوتر الحديثة؛ استخرجت مئات من الأحاديث والآثار حول "الكلالة" من المصادر المنشورة، وأدرجتُها مصنفةً في 29 مجموعة من المجموعات الكبيرة العاكسة، وتُصوَّر كلُّ مجموعة عن طريق رسم الإسناد رسماً بيانيًّا، حتى إن بعضها على قدرٍ كبير من التعقيد، وأخيرًا وأنا حتى الآن في تتبع هذه المجموعات، وتتبع التطور التاريخي للتقاليد منها؛ عن طريق تحليل الإسناد بوضعه في المتن والنهج الأدبي، وسياق النص النقدي، وهذا ما يسمح لي حتى الآن بإعادة التقاليد حول "الكلالة" بدقة أكبر، مما يُحقِّق منجزًا أكبر مما حققه باورز وسيلاردو، وفي عدد من الحالات أُتيحت لي الفرصة لإظهار كيفيَّة التئام قطع السرد العائمة بناء على التعامل مع مختلِف أحكام السند القانوني في التقاليد المعقدة، وبالتأويلية والموضوعات التاريخية في بعض الأحيان، فمن الممكن أن لهذه القطع السردية تاريخ، ولكن في مناسبات أخرى فإن أصل "الكلالة" لا يزال غامضًا، وأي شخص مهتم بالسرد والتكثيف يبين له كتابي في الفصل الثالث استفسارات عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حول "الكلالة"، وتسلسلات السند المتعرجة المشؤومة؛ (يقصد أنه لم يطمئن).

 

س: أرجو ألا تشير إلى أدلة المتن بالتسلسلات المتعرجة المشؤومة؛ يشير السرد حول "الكلالة" بوضعه في تعرج السند، ومما يَلفت النظر أن هناك ثلاثة مصادر على الأقل مما هو سابق للطبري، وأعتقد أننا يجب أن نتجنَّب مثل هذه التعميمات الكبرى، يتبين أن كتابك ليس فقط دراسة للأحاديث والآثار المتعلقة بـ"الكلالة" على هذا النحو فقط، ولكن أيضًا تجربة منهجية؟

♦ بافل بافلوفيتش: أنا أتفق، وينبغي تجنب التصريحات التعميميَّة؛ لأنها يمكن أن تكون مضللة، ومع ذلك فقد أشارت الأبحاث الحديثة على التقاليد التاريخية الإسلامية التي يقوم بها ألبرشت نوث وستيفان ليدر وفريد دونر وسيباستيان غونتر وينس شاينر وغيرهم إلى كثير من الحالات مما في الروايات الأدبية، والتي استوعبت الزخارف المختلفة السابقة، غير أن بحثي في التقاليد القانونية الممنهج في نفس الاتجاه يعود لإعادة الحديث تاريخيًّا، وإسناده قانونيًّا؛ فإن ذلك من الأهمية بمكان لفَهْم تاريخ الفقه الإسلامي المبكر والتفسير، وأنه يتيح أيضًا لمحة عن تاريخ القرآن، ومجتمع المؤمنين في القرن الأول الهجري/ السابع؛ ولهذا السبب يجب على الباحثين الغربيين الدارسين لفترة صدر الإسلام أن يضَعوا منهجيَّة علمية صارمة، تمكِّنهم من المُضيِّ قُدمًا للأمام في تعاملهم مع مواد السرد المتنوِّعة، التي تزخر بها المصادر الإسلامية الأدبية.

 

عبد الرحمن أبو المجد: شكرًا جزيلًا لك يا أستاذ بافلوفيتش.

♦ بافل بافلوفيتش: شكرًا جزيلًا لكم على إتاحة هذه الفرصة للحديث للألوكة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع الشيخ عكرمة صبري
  • أدب الحوار في الإسلام
  • حوار الشريان للمولد: أضراره وأخطاره
  • حوار مع عبدالنصير بن مهالي ممثل الجالية الماليزية في المؤتمر العالمي للفتوى - القاهرة 2015
  • حوار مع د. محمد أحمد لوح - رئيس مجلس أمناء اتحاد علماء إفريقيا

مختارات من الشبكة

  • حوار أغوستينو سيلاردو وعبدالرحمن أبو المجد حول الكلالة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مارتن فورورد وعبدالرحمن أبو المجد حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار ميشيل كويبرس وعبدالرحمن أبو المجد حول نظم القرآن المذهلة!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سعيد نسيبة وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول قبة الصخرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ديل باركنسون وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الكوربوس العربي Arabi Corpus(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار زينل قاسم وعبدالرحمن أبو المجد حول التكافل (التأمين الإسلامي) عالميا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هرلد موتسكي وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول علم الحديث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيتر رايت وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول التأويلات القرآنية الحديثة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رخسانا خان وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الأجيال الإسلامية الجديدة في كندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البروفيسورة كاثرين بولوك وعبدالرحمن أبو المجد في حوار حول الحجاب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب